حوار عقيم
حــــــوار عقيـــــــم
مرحبا بكم معنا في برنامج “التدخل في شؤون الناس” أو ما يسمى “التبركيك“.
اليوم معانا السيدة…
يلتفت إلى السيدة ويقول:
“ممكن تعرفينا بيك…”
“نعم بكل سرور…”،
تعدل في جلستها وتنظر إلى جهة الكاميرا وتقول:
“أنا بنت واحد الرجل، وكنت مراة واحد الراجل، واليوم أنا أم واحد الراجل …”
يصفق الجمهور، ويسألها المذيع:
“واخا تعرفينا بيك أكثر…”،
دورات المراة عينيها ولوات فمها وقالت:
“شنو مزال نقول… عشت كجميع النساء المطلقات في هاذ البلاد… تنخدم في الزنقة وفي الدار، مني الرجل والمراة…”
المذيع:
“وكي درتي مع الوقت؟…”،
تبسمت ابتسامة استهزاء وعادت للجدية، ثم قالت:
“مع الوقت؟… مرة تتدفعني حتى نطيح…، مرة كتطبطب عليا…، ومرة كتهزني حتى السماء وتخبطني مع الأرض…، هداك راه الوقت إلى ما خذا منك ما يعطيك…”.
المذيع:
“كنتي عايشة مع راجلك حتى درتو الولاد، علاش تفارقتو؟…”
لم تجب استمرت في النظر إليه، حتى أعاد سؤاله:
“بغيتك تقولي ليا علاش؟…”،
نظرت إليه جيدا وهي تتعجب، ثم قالت:
“علاش؟…”،
فأكد المذيع سؤاله:
“بغيتك تشرحي ليا علاش؟…”،
رفعت المرأة عينيها إلى الأعلى ثم نظرت إلى الأسفل، وعادت تنظر إلى المذيع وهي تقول:
“علاش… هي كلمة مغربية عامية تتكون من أربعة أحرف…، تيستعملوها المغاربة للسؤال والتدخل فيما لا يعنيهم…، وفي اللغة العربية يمكننا استعمال كلمة لماذا…”
بقي المذيع فاتحا فمه وعينيه ينظر إلى المرأة حتى انتهت من حديثها، وفهم أنها لا ترغب في الحديث عن مشاكلها، فأنهى الحوار قائلا:
“شي كلمة أخيرة…”،
ردت المرأة:
انت راجل متبقاش تتدخل في سوق العيالات…
وقفت، لملمت ورتبت ملابسها ثم رفعت راسها وخرجت بثبات بعيدا عنه.
حوار عقيم بين رجلين:
اجتمع اثنين من الأصدقاء المقربين، محمد وأحمد.
كانت العلاقة بينهما قوية في السابق، لكن مع مرور الوقت، بدأت الخلافات تنشأ
بينهما.
في يوم من
الأيام، قررا الجلوس معًا لمناقشة الخلافات التي ظهرت بينهما. ومع أن كل واحد
منهما كان يعتقد أنه الحق والآخر مخطئ، إلا أنهما قررا أن يتحاورا بشكل حضاري
ومثمر.
بدأ الحوار
بحذر، حيث كان كل واحد منهما يعرض وجهة نظره بصراحة وصداقة. لكن مع مرور الوقت، بدأت
الكلمات تتحول إلى اتهامات وانتقادات شخصية. أصبح كل منهما يحاول إثبات نقاطه بأي
طريقة ممكنة دون الاستماع إلى الآخر.
بدأ الحوار
بالتدهور والتحول إلى مناقشة عقيمة. كان كل منهما ينتظر دوره ليتحدث دون أن يستمع
بشكل فعلي إلى الآخر. لم يكن هناك أي تواصل حقيقي أو تفاهم بينهما، فقط كانت
الكلمات تتبادل بدون فائدة.
أحمد: أنا لا أستطيع أن أصدق كيف يمكن أن تفكر بهذه
الطريقة. لا تملك أدنى فهم للواقع!
محمد: هذا ما
تقوله لأنك لا تستطيع فهم وجهة نظري. أنت مغلق العقل ولا ترغب في أن تتبنى آراء
أخرى.
أحمد: لا، أنت
الشخص العنيد الذي يعتقد أنه الأذكى في الغرفة. أنا أحاول أن أفهم وجهة نظرك، لكنك
ترفض أي نقاش بناء.
محمد: تعلم
ماذا؟ أنت لا تستحق وقتي وجهودي. لا أستطيع التحاور مع شخص لا يفهم المنطق
والعقلية السليمة.
أحمد: إنها نفس
العبارات التي تتداولها منذ البداية. لا يمكنك أن تقبل وجهة نظر أخرى دون إهانة
الآخرين.
محمد: أنا أعلم
أن وجهة نظري صحيحة، ولا أحتاج إلى قناعة أو اعتراف منك. توقف عن محاولة إقناعي
بوجهة نظرك الخاطئة.
أحمد: أنت لا
تستمع إلى أي شيء سوى صوتك الخاص. يجب أن تكون مستعدًا للاستماع والاحترام.
محمد: أنا لست
مهتمًا برأيك. أنا مقتنع برأيي.
بعد ساعات من
الجدال والتشابكات، أدركا أنهما لن يصلان إلى حل أو اتفاق بالطريقة التي يتحاوران
بها. تعب كل منهما وشعر بالإحباط والغضب.
في النهاية،
قررا أنه من الأفضل لهما أن يستريحا ويعودا للتفكير بشكل فردي في مواقفهما
وأفكارهما. فقد أدركا أن الحوار بينهما عقيم لم يكن سوى إهدار للوقت والجهد.