في 15 مايو من كل عام، تحيي الشعوب الفلسطينية ذكرى
النكبة، وهي الحدث الذي وقع في عام 1948، عندما تم تهجير العديد من الفلسطينيين من
أراضيهم وقيام دولة إسرائيل على جزء كبير من فلسطين.

ويعتبر النكبة
حدثاً مؤلماً بالنسبة للشعب الفلسطيني، وقد أسفرت عنه معاناة كبيرة للكثير من
الفلسطينيين، حيث تركوا بيوتهم وأراضيهم وأصبحوا لاجئين ومهجرين في الداخل
والخارج. ولا تزال القضية الفلسطينية قضية مستعصية، وموضوع جدل دولي حتى اليوم.

حدث النكبة وتأثيره على الشعب الفلسطيني.

في عام 1947،
قررت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين إلى دولتين، دولة لليهود وأخرى للعرب، وذلك بعد
أن تزايدت هجمات اليهود المسلحة على السكان الفلسطينيين. ورغم رفض الفلسطينيين
لهذا التقسيم، أعلنت إسرائيل استقلالها في 14 مايو 1948، مما أدى إلى نزوح مئات
الآلاف من الفلسطينيين من بيوتهم ومناطقهم المحيطة بالمدن الرئيسية، وهو ما يعرف
باسم النكبة.

ومنذ ذلك
الحين، يعيش الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة،
ويعاني من القيود الحركية والاقتصادية والسياسية التي تفرض عليه من قبل الاحتلال،
إضافة إلى معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم ولا
زالوا يعيشون في المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج.

ويحرص الشعب
الفلسطيني على تذكر النكبة كل عام والتأكيد على حقهم في العودة إلى ديارهم وتحقيق
العدالة والحرية وإنهاء الاحتلال.

تدخلت العديد من الدول في قرار الأمم المتحدة
بتقسيم فلسطين إلى دولتين في عام 1947. وقد شهدت المنطقة حينها صراعًا دوليًا
وإقليميًا حول مصير فلسطين.

وعلى سبيل
المثال، عارضت الدول العربية القرار بشكل قوي، وقامت بإرسال قوات عسكرية إلى
فلسطين بعد إعلان استقلال إسرائيل، وهو ما أدى إلى حرب عام 1948 التي تسببت في
نزوح العديد من الفلسطينيين من ديارهم.

من جانبها،
اعترفت الولايات المتحدة بإسرائيل في نفس العام، وحصلت إسرائيل على الدعم الأمريكي
والغربي الذي ساعد على تأسيسها كدولة قوية في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك،
لم تتمكن الأمم المتحدة من فرض تقسيم فلسطين وتنفيذه، ولم تتمكن من إحلال السلام
والاستقرار في المنطقة بعد ذلك. ولا تزال القضية الفلسطينية موضوع جدل دولي حتى
اليوم.

يوم النكبة هو اليوم الذي يحييه الفلسطينيون في 15
مايو/أيار من كل عام، وهو يوم تذكر فيه النكبة أو الكارثة التي وقعت على الشعب
الفلسطيني في عام 1948، عندما تم تأسيس دولة إسرائيل ونزوح مئات الآلاف من
الفلسطينيين من ديارهم.

لذلك، يوم
النكبة ليس يوم استقلال للفلسطينيين، وإنما يوم تأسيس دولة إسرائيل الذي يصادف 14
مايو/أيار من عام 1948. على الرغم من ذلك، فإن الفلسطينيين يحتفلون بيوم الاستقلال
الوطني في 15 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، والذي يعرف باسم “يوم الاستقلال
الفلسطيني”، وذلك تخليدًا لإعلان استقلال دولة فلسطين في عام 1988.