معاناة الإنسان مع الرياضة

معاناة الإنسان مع الرياضة
إن كنت تشتكي من آلام الرأس، نزلة برد، آلام في القلب، أوجاع المعدة، الإسهال، آلام الأسنان، أو حتى الحمل لابد أن يشير عليك الطبيب إلى ضرورة ممارسة الرياضة.
أنا لست طبيبة ولا أتحدث من مفهوم الأطباء
الذين يلحون دائما على ممارسة الرياضة، وكأنها هي الحياة وليست جزءا منه.
أما إن كان لديك وزن زائد، فتلك هي الطامة
الكبرى – والأسوأ بالنسبة لك لو كنت تتبع حمية قاسية، وتلعب رياضة، لكن وزنك لا
ينزل– فأنت عند سماعك نصيحة الطبيب تصاب بمرض الإحباط والاكتئاب، فتكون قد جئت من
الطبيب ليس بعلاج أسنانك بل بمرض نفسي.
الرياضة لا تقي من الأمراض كما هو مفهوم لدى
العامة، هي هواية مثلها مثل القراءة والتمثيل والموسيقى وغيرها، فهناك من يحب
ممارسة الرياضة وتصبح عادة لديه، وتظهر سلبياتها عندما يتوقف عن مزاولتها، لأن
الجسم يعتاد على نظام معين، وعند التوقف عنه يبدأ في الاحتجاج، لذلك تظهر الأمراض.
وإذا كنت لا تمارس هواية الرياضة، فليس عليك
أن تجهد نفسك في القيام بها، لأنك فقط تريد أن تنقص وزنك، لأن مزاولتها تعود
بالمضرة عليك، فجسمك ليس معتادا، وبذلك فهو يحتج أيضا.
لا أقول أن الرياضة سيئة للجسم، بل بالعكس هي
مفيدة تساعد على تجديد نشاط الجسم، بل أقول أننا علينا ممارستها برغبتنا بدون
الحاجة إلى نصائح، وأيضا أن نزاولها بالتدريج وعلى فترات متباعدة حتى لا نضطر إلى
التعامل مع سلبياتها.
معاناة الأشخاص الذين يعانون من السمنة بالمرض النفسي من كثرة وصف الرياضة
كعلاج لجميع الأمراض
للأشخاص الذين يعانون من السمنة ويعانون أيضًا من
مشاكل صحية نفسية، قد يكون الإرهاق النفسي والضغط النفسي الناتج عن وصف الرياضة
كعلاج لجميع الأمراض إحدى المعاني المحتملة. على الرغم من أن الرياضة تعتبر جزءًا
مهمًا من أسلوب حياة صحي وقد يكون لها تأثير إيجابي على الصحة العقلية، إلا أنها
ليست الحل الوحيد للمشاكل النفسية. يجب مراعاة النقاط التالية:
- البحث عن دعم نفسي: من الضروري البحث عن الدعم
النفسي المناسب للتعامل مع المشاكل النفسية المرتبطة بالسمنة. يمكن أن يشمل
ذلك الاستشارة النفسية أو الدعم من الأصدقاء والعائلة أو الانضمام إلى
مجموعات دعم للأشخاص الذين يعانون من نفس المشاكل. - الاهتمام بالتوازن العام: ينبغي النظر في
العوامل المتعددة التي تؤثر على الصحة العامة، بما في ذلك الغذاء الصحي،
والنوم الجيد، وإدارة التوتر، والراحة النفسية. الاهتمام بجميع جوانب الصحة
يمكن أن يساهم في التحسين العام للحالة النفسية. - البحث عن نشاطات تستمتع بها: بدلاً من التركيز
فقط على ممارسة الرياضة كعلاج لجميع الأمراض، حاول اكتشاف أنشطة تستمتع بها
وتلبي احتياجاتك النفسية. قد تكون الفنون التشكيلية أو الكتابة أو المشاركة في
نشاطات اجتماعية هي وسائل فعالة لتحسين الحالة النفسية.
أثناء تحسين صحتك العامة. إذا كانت ممارسة الرياضة
تسبب لك ضغطًا نفسيًا أو إرهاقًا، فقد تحتاج إلى إعادة تقييم نهجك تجاه الرياضة
والتركيز على النشاطات التي تجلب لك السعادة والاسترخاء.
لا تنسى أن
الرياضة هي أداة للتحسين العام للصحة، ولكنها ليست الحلا الوحيدًا للمشاكل
النفسية. إذا كنت تعاني من مشاكل صحية نفسية، فإن الاستشارة مع أخصائي نفسي أو
طبيب متخصص قد يكون ضروريًا لتلقي الدعم والمساعدة المناسبة.
لا تتردد في
البحث عن الدعم والمساعدة اللازمة للتعامل مع المشاكل النفسية والجسدية التي
تواجهها. قد يكون التوجه إلى فريق متعدد التخصصات مثل أطباء النفس وأطباء التغذية
ومدربي اللياقة البدنية هو أفضل طريقة لتلقي الدعم الشامل لصحتك العامة.
ما أقوله وما ألح عليه هو أن يتوقف الأطباء عن إدخال الرياضة في كل مرض، لأن نصيحتهم في بعض الأحيان تكون السبب في المرض.
حالات كثيرة عشناها مع أشخاص وصفت لهم الرياضة لتنشيط جسمهم، فمنهم من أفادته، ومنهم من قضت عليه، فأنا أعرف شخصا ذهب إلى الطبيب ووجد عنده مرض، وصف له الدواء وأخبره أنه لم يتبقى له سوى سنة على الأكثر ليعيشها إذا تتبع العلاج ومارس الرياضة، فقام الرجل بتتبع العلاج، كما أنه داوم على الرياضة أملا منه في تمديد عمره، فكانت النتيجة أنه توفي بعد شهر واحد.
الرياضة ليست الحياة، وإنما هي هواية مرافقة للحياة.